المتابعون

الأربعاء، 13 فبراير 2019

للعجز مفهوم آخر ( مقال)


إنها كلمة لن يختلف أحد على معناها ... ولكن هل ذلك المعنى صحيح؟  أم أن هناك خطأ ما اقترفه الكون برمته حول ماهية هذه الكلمة ؟ 
هل تم قذف العجز على أولئك المميزين  ؟ الذين واصلوا الطريق رغم الإصابات ، الابتلاءات. ...
رغم تلك النظرات، الهمسات أو بالأحرى الهمز و اللمز و كأنهم من كوكب آخر .....هم حقا من كوكب آخر يسمى كوكب الإبداع ...
لقد تحدوا الظروف و رسموا بمواهبهم خيوطا من نور تسللت عبر ذلك الواقع المظلم لتحرر تلك الأفكار ... أليسوا حقا رائعين ؟
لن أذكر مثال ، فالأمثلة كثيرة و لن أتمكن من حصرها لأنها موجودة منذ القدم و ليست وليدة اليوم .
ذلك المتميز في السباحه رغم فقدانه ساقيه الذى أضحى بطلا عالميا ، وآخر أديبا رغم فقدانه البصر وماذا عن هذا العالم الذي أثرى العلم بإنجازاته رغم أنه حبيس كرسيه ، وهاهى الطبيبة التي تحدت الصمم لتسطر نجاحها ، و هاهو متحدى متلازمة داون الذى أصبح بطلا رياضيا ، والكثير الكثير من تلك النماذج المشرفة .
ولكن لحظه ! ألا يوجد عجزى و معاقين فى هذه الدنيا ؟ 
بلى ، لابد من وجود الشىء و نقيضه فكما نعلم التضاد دائما يبرز المعنى و يوضحه وكما يوجد قدره ، هناك ايضا عجز .
- ذاك الذى يقيد صاحبه و يأسر أفكاره لجعلها حبيسة الظروف 
- وحش لم يتمكن صاحبه من ترويضه فاحتجزه داخل قفص الخمول .
- مرض لم يقوى على تحديه ولم يجد من يعينه على ذلك ، فرضخ دون المحاولة فى المقاومة ..
قد يكون المرء معافى ، كامل البنية لكنه وبكل أسف عاجز ، عجز عن معرفة هويته التي ميزه الله بها عن سائر المخلوقات وضل طريق الاستفادة من كل النعم التي حباه إياها خالقه .
اعتاد الكسل حتى أصبح جزء منه ، فقد بصيص الأمل النافذ لقلبه وعقله فلم يتمكن من رؤية أحلامه أو بالأحرى رؤية ذاته و قدراتها ، فصارت الخيبة حليفته و ضاع معنى الإبداع ...

.............
بقلم :أمل بركات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق